أخيتي ... بعد قراءة هذا الموضوع تخيري أفضل عنوان وضعيه في تعليق ثم تابعي اقتراحات زميلاتك باختيار أفضلها ... ننتظر عناوينكن المقترحة حتى نصل إلى التصفية النهائية
أخيتي، كما ترين تم إجراء تعديل على تقديم هذا النشاط نظرا لكثرة العناوين التي تم اقتراحها في المحاضرة وصعوبة إدراجها جميعا في استطلاع رأي واحد لذا ستجرى التصفية الأولى وفق المشار إليه في الفقرة السابقة
( ................................. )
بمزيج من اللهفة والترقب والحذر نقترب من أحد فصول الروضة حيث ينهمك جميع الأطفال باهتمام بالغ في أعمال متنوعة إعدادا لحفل الروضة الشهري. كلٌ يؤدي مهمة محددة بجدية تامة وفي جو تسوده روح التعاون والمرح والرغبة في الإنجاز. فها هي المعلمة تقف مع مجموعة من الأطفال أثناء قيامهم بخلط مكونات كعكة الحفل باستخدام المضرب الكهربائي. بينما تستأذنها مجموعة أخرى للذهاب إلى غرفة التدبير المنزلي لتحديد الخطوات المتطلبة لوضع الكعكة في الفرن بالاتفاق مع معلمة التدبير المنزلي والإعداد لضبط منبه التوقيت على المدة الزمنية التي تحتاجها الكعكة للنضج. في حين تقوم مجموعة أخرى باستخدام الخلاط الكهربائي لإعداد عصائر الحفل ومعايرة الأعداد المناسبة من أكواب الماء ومقادير السكر والفاكهة.
وعلى الجانب الآخر وأمام الكمبيوتر مجموعة من الأطفال بعضهم جالس والبعض الآخر يقف مراقبا يشير إلى جدول مهام الكمبيوتر المعلق على الحائط ليوضح أسماء الأطفال الذين تحين عليهم أدوار السائق، وقائد النشاط، حيث يقوم الطفل السائق بمسك الفأرة وتنفيذ الأوامر التي تملى عليه من الطفل القائم بدور القائد بينما يقوم الآخرون بتقديم الرأي والتعليق والنقد والإرشاد أثناء قيامهم بعمل تصميمات مختلفة لأقنعة وشعارات ولافتات الحفل قبل إعطاء الأمر بطباعتها.
وفور انتهاء هؤلاء من مهمتهم يقومون بأخذ تلك المطبوعات لتلوينها وتجميلها على منضدة الأعمال الفنية ثم البدء في تعليقها أو توزيعها. بينما تحل محلهم مجموعة أخرى أمام الكمبيوتر للقيام بعمل بطاقات معايدة وتساعدهم المعلمة في الهجاء الصحيح لجمل التهنئة وأسماء الأطفال حينما يتطلب الأمر. وأثناء قيام هؤلاء الأطفال بذلك النشاط الابتكاري الرائع وتبادلهم الرأي حول التصميمات الخاصة بكل بطاقة، تنهمك مجموعة أخرى من الأطفال باستعراض الشرائط التي يمكن عرضها في مثل هذه المناسبة من بين شرائط الكاسيت والفيديو المتعددة المتوفرة بمكتبة الروضة وبعد الانتهاء من تحديدها يقومون معا بإعداد برنامج لترتيب عرض كل منها في الحفل. وحينما تنتهي مجموعة إعداد بطاقات المعايدة من طباعة البطاقات تأخذ مجموعة الأطفال تلك المطبوعات لاستكمال لصقها على ورق مقوى وتلوينها وتجميلها. وتتولى مجموعة الكمبيوتر الثالثة دورا بالغ الأهمية حيث قد قامت بالتخطيط المسبق لعمل عرض متكامل لهذه المناسبة يبدأ بوضع صورة للشعار المميز للفصل مصحوبة بالنشيد الخاص به والذي تم تسجيله وحفظه على الكمبيوتر من قبل، يلي ذلك عرضا لصور أطفال الفصل حيث تساعدهم المعلمة في الحصول على تلك الصور من مجلد بيانات الفصل الذي قامت بإعداده منذ بداية العام الدراسي. ويقوم الأطفال باختيار أصوات مرحة ومبهجة ومختلفة من اسطوانة المؤثرات الصوتية لكي تصاحب عرض صور الأطفال، كل بما يتناسق مع شخصيته فهاهم قد اختاروا صوت عصفور مغرد ليصاحب صورة صديقتهم ليلى المحبة للغناء ، بينما اختاروا صوت صنبور مياه مفتوح لصديقهم نور ليذكرونه بأهمية غلق الصنبور جيدا بعد استخدامه، أما مريم فقد اختاروا لها صوت قطة لطيفة لأنهم يعرفون حبها الشديد للقطط وغيرها .. وغيرها. وفجأة يتعرض هؤلاء الأطفال لمشكلة حقيقية فهم قد خططوا أن تكون الصورة التالية في العرض لكعكة الاحتفال ولكنهم لم يجدوا مثل هذه الصورة في مكتبة برنامجهم وحينما لاحظت المعلمة ذلك اقترحت عليهم البحث في الإنترنت حيث قامت بتوصيل الجهاز والدخول على الإنترنت وفتح أحد المواقع البحثية ثم طلبت من الأطفال كتابة كلمة "كعكة" بالإنجليزية في المكان الصحيح ثم اختيار أمر البحث عن صور من رمزه الصحيح، وفي الحال تظهر العديد من صور كعك المختلفة فتنسحب المعلمة دقائق قليلة معدودة ليأخذ الأطفال الحرية الكاملة في اختيار الصورة التي يفضلونها ثم تقوم المعلمة بحفظها لهم واستدعائها في برنامجهم. ويستكمل الأطفال عمل عرضهم المميز حيث قرروا تسجيل أحد الأنشودات المحببة لتصاحب عرض صورة الكعكة وقبل البدء اقترحت أحدهم بأن يقوم الفصل بأكمله بالاشتراك في الغناء وتسجيل الأغنية، وبالفعل تم أخذ موافقة المعلمة التي كانت قد انهمكت مع مجموعة أخرى في تعليق الزينات والبالونات فرحبت وقامت بدق جرس تجميع الأطفال وأخبرتهم بأن صديقتهم لديها فكرة تود عرضها وتركتها تتحدث فرحب الأطفال بهذه الفكرة مهللين واجتمعوا حول الكمبيوتر وأمسكت المعلمة بالميكروفون المركب في السماعات ووجهته نحو الأطفال وأعطت لهم إشارة البدء، فبدء الجميع في الغناء بحماس وفرح وحب وبعد الانتهاء استمعوا لما قد تم تسجيله وأتاحت لهم المعلمة دقائق قليلة جميلة من الحوار والتعليق على هذه الخبرة ثم قامت بدق جرس تجميع الأطفال معلنة عودة كل مجموعة لأداء مهامها.
وأثناء الفترة الانتقالية بين تلك الأنشطة الحرة الهادفة والنشاط التالي المخطط ، الموجه، الهادئ دعت المعلمة أطفال الفصل لمشاهدة العرض وإبداء الرأي فيه، تلي ذلك تجمع الأطفال وجلوسهم في وضع استرخاء تام كما طلبت منهم المعلمة أيضا أن يحافظوا على أعينهم مغمضة بقدر المستطاع أثناء استماعهم لشريط الكاسيت الذي يحتوي على قصة قامت بإعدادها أو اختيارها مسبقا. وحينما انتهت القصة طلبت المعلمة من الأطفال أن يعبروا عن آرائهم في القصة وأحداثها وشخصياتها من خلال طرح تساؤلات تساعدهم على النقد وإبداء الرأي والتعبير عن المشاعر من وجهة النظر الشخصية ومن وجهة نظر أبطال القصة.
ثم تعلن المعلمة عن الفترة الانتقالية التالية والتي سيقوم فيها الأطفال بإعداد أنفسهم للحفل. تجتمع المعلمة في هذه الفترة مع المجموعة المسئولة عن العروض وتتعرف منهم على الترتيب الذي قاموا بتحديده لكل عرض، ثم تقوم بعمل توصيلات الكمبيوتر مع أجهزة الإسقاط وتكبير الصورة والتأكد من وضع وعمل جميع الأجهزة التي سيتم استخدامها.
ثم يأتي الموعد المنتظر موعد الحفل وتبدأ المجموعة المنظمة للحفل بتجميع الأطفال وبدء تقديم العروض فها هم يستمعون أولا لشريط كاسيت الأنشودات الرائعة . ثم يقومون بعمل حفلة تنكرية بارتداء الأقنعة التي قاموا بتصميمها وتلوينها. وتتتابع العروض المخططة عرضا يلي الآخر وتزداد بهجة الأطفال ويأتي دور عرض الكمبيوتر ويالها من تجربة مثيرة حينما يشاهد الأطفال ما قاموا بعمله على الكمبيوتر مكبرا بذلك الحجم على اللوحة البيضاء أو حائط الفصل الكبير وما أروعها لحظة حينما يستمع الجميع لصوت غنائهم للأنشودة المصاحب لتلك الصورة الثابتة البسيطة التي قد لا تدعو في حد ذاتها للإبهار أو السرور أو جذب الانتباه. وحينما يكون فصل الروضة أكثر حظا - ولعل الكثير من الفصول مع التطور التكنولوجي السريع ستكون أكثر حظا في المستقبل القريب- فستكون خبرة أخذ صور للأطفال في ذلك الحفل بالكاميرا الرقمية والاحتفاظ بتلك الصور على الكمبيوتر دون أدنى تكلفة لتحميض أو طباعة أو خوف من التلف، من أهم الخبرات التي تسهم في التقييم ومشاركة الآباء وثبات خبرة التعلم عند الأطفال بالإضافة إلى اتساع سبل استخدام التعلم المسبق في مواقف تعلم وأنشطة جديدة. وما بالنا بما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا إن كانت تلك الكاميرات تتيح فرصة التسجيل كفيديو والتأكيد على تنمية مهارات الأطفال في التواصل والتعبير عن الرأي والثقة في الذات والنقد البناء.
ياله من يوم رائع حافل بالعمل والنشاط والتعلم يتخذ فيه الأطفال الدور الرئيس في اختيار أنشطتهم وتعلمهم وتتخذ فيه المعلمة دور المعد الجيد لتلك البيئة الثرية والموفر المبتكر لتلك المثيرات التي تستهدف بها تعلم موضوعات بعينها أو دور المرشد والموجه حينما يتطلب الأمر أو دور المشارك في الخبرة وليس مقدمها ودائما دور المراقب والمقيم للعملية التعليمية وتطور أطفالها ونموهم والاحتياجات الخاصة بكل منهم. يوم يعمل فيه الجميع من أجل هدف محدد يسعون لتحقيقه بكل السبل الممكنة في جو من الأمان والمرح والحب والتعاون يستخدمون فيه كل الأدوات الممكنة من أجل تحقيق ذلك الهدف النابع من أنفسهم وتستخدم فيه التكنولوجيا بشقيها الفكر والأدوات. فهو يوم ليس مهما فيه النتائج ولكن كل ما يعنينا هو خطواتنا نحو تحقيق الهدف تفكيرنا، تخطيطنا، تفاعلنا الاجتماعي، تعاطفنا، احترامنا للقواعد ولأنفسنا وللآخرين و ليس مهم فيه أن يكون طعم الكعكة جيد أو أن يكون العصير لذيذ أو أن تكون أصواتنا عند تسجيل الأغنية مثالية وحالمة ليس مهما فيه أن يكون العرض الذي قمنا بعمله نموذجي ومفعم بالحركة والألوان والموسيقى والمؤثرات الصوتية ليس مهما أن تكون الأقنعة والكروت التي قمنا بتصميمها دقيقة، فنحن في النهاية بالفعل قد حققنا جميع أهدافنا في ذلك اليوم حتى وإن كان نتاجنا غير نموذجي إلا أن فكرنا وتفاعلنا قد بلغا أعلى مراتب المثالية .
بتصرف من كتاب دمج التكنولوجيا في أنشطة رياض الأطفال - د.هناء محمد عبد الرحيم - دار الكتاب الحديث
